ثورة الجياع...
استغرب زملاء العمل سؤالي لأحدهم قبل انتهاء شهر رمضان بعدة أيام عن مكان أستطيع أن أشتري منه مطوة.. ولكنني كنت جادة في مطلبي.. وقد مرت الأيام القليلة الباقية لكي يثبت لهم أول أيام العيد أنني كنت على حق، بل ولست الوحيدة التي أحتاج إلى حمل السلاح.
ربما لم أمر بما مرت به فتاة اختارت أن تقضي أول أيام العيد في وسط البلد، ولكن ما تتعرض به أية فتاة تظن أن السير في الشارع وركوب المواصلات العامة من حقوقها الآدمية لا يقل إساءة أو انتهاكا.
وبالرغم من تأكد المثيرين أن شيء لم يحدث في وسط البلد, وأن ما حدثa تم تهويله بشائعات انطلقت لتهديد الداخلية واتهامها بالإهمال، ولم يحدث سوى الذي يحدث كل عام من تحرش بالفتيات في الزحام، ولكنه لا يزال مؤلما.
ولماذا يفكر أحدهم أن له الحق أن يلقي إلى فتاة بكلمة أو نظرة ليس له فيها الحق كمن يضرب أحدا لا يعرفه في الطريق!؟ إن التفسير الوحيد لذلك هو أن يكون مريضا أو غير سوي نفسيا، ولكن ذلك بالتالي يعني أننا نعيش في مستوطنة عملاقة للأمراض النفسية.
قادني حظي التعس ومجموعي في الثانوية العامة إلى جامعة تقع على الطرف الآخر من خريطة القاهرة، وكنت أظن في أول عام لي أن الفتاة هي التي تدفع ذلك الرجل غير السوي إلى النظر إليها بسبب مظهرها أو حركتها. ولكن مع مرور الوقت تعلمت أنه مهما كان مظهري ومهما اتسع ردائي ومهما كانت حركتي طبيعية فأنا لن أستطيع أن أمنع نظرة هذا أو كلمة ذاك.
إن ما يحدث نتاجا طبيعيا للحاجز غير المبرر الذي وضعه المجتمع بين الرجل والمرأة، ذي جعل الرجل يعتقد أن المراة كائنا محرما وبذلك جعلها أكثر إثارة، كما انه نفس المجتمع الذي أثار قضية حول ما ترتديه الفتيات وفرق بصورة شديدة بين المحجبة وغيرها وكأنه من المتاح التحرش بغير المحجبات سواء من المسلمات أو غير ذلك من الديانات!!
كل العوامل التي أشار لها من تحدث عن موضوع التحرش في الفترة السابقة مثل العوامل النفسية وتناقض المثيرات مع المفاهيم والتفرقة الشديدة بين الرجل والمرأة، اجتمعت مع عامل هام هو انقراض الأخلاق، فقد انعدم الذوق في كل شيء.
لكثرة نشاطي واحتكاكي بالكثيرين علمت أن مباديء التعامل التي يعتبرها الكثيرون من أساسيات الحياة قد قاربت على الانقراض، فأصبح من الطبيعي أن تتخطى الآخرين في سبيل تحقيق المصلحة، فكل منا يتعرض للتحرش يوميا ليس فقط التحرش الجنسي، فتتعرض له عندما تجد أحدهم "يكسر عليك" وأنت سائق، أو عندما يتخطاك أحدهم في أي طابور.
وما حدث في وسط البلد ليس إلا نتاجا طبيعيا لذلك فكان لا بد أن يحدث يوما ما، ولكنه مؤشرا قويا إلى أن حياتنا في سبيلها إلى الانهيار فهو مجرد بداية لثورة الجياع!!
ربما لم أمر بما مرت به فتاة اختارت أن تقضي أول أيام العيد في وسط البلد، ولكن ما تتعرض به أية فتاة تظن أن السير في الشارع وركوب المواصلات العامة من حقوقها الآدمية لا يقل إساءة أو انتهاكا.
وبالرغم من تأكد المثيرين أن شيء لم يحدث في وسط البلد, وأن ما حدثa تم تهويله بشائعات انطلقت لتهديد الداخلية واتهامها بالإهمال، ولم يحدث سوى الذي يحدث كل عام من تحرش بالفتيات في الزحام، ولكنه لا يزال مؤلما.
ولماذا يفكر أحدهم أن له الحق أن يلقي إلى فتاة بكلمة أو نظرة ليس له فيها الحق كمن يضرب أحدا لا يعرفه في الطريق!؟ إن التفسير الوحيد لذلك هو أن يكون مريضا أو غير سوي نفسيا، ولكن ذلك بالتالي يعني أننا نعيش في مستوطنة عملاقة للأمراض النفسية.
قادني حظي التعس ومجموعي في الثانوية العامة إلى جامعة تقع على الطرف الآخر من خريطة القاهرة، وكنت أظن في أول عام لي أن الفتاة هي التي تدفع ذلك الرجل غير السوي إلى النظر إليها بسبب مظهرها أو حركتها. ولكن مع مرور الوقت تعلمت أنه مهما كان مظهري ومهما اتسع ردائي ومهما كانت حركتي طبيعية فأنا لن أستطيع أن أمنع نظرة هذا أو كلمة ذاك.
إن ما يحدث نتاجا طبيعيا للحاجز غير المبرر الذي وضعه المجتمع بين الرجل والمرأة، ذي جعل الرجل يعتقد أن المراة كائنا محرما وبذلك جعلها أكثر إثارة، كما انه نفس المجتمع الذي أثار قضية حول ما ترتديه الفتيات وفرق بصورة شديدة بين المحجبة وغيرها وكأنه من المتاح التحرش بغير المحجبات سواء من المسلمات أو غير ذلك من الديانات!!
كل العوامل التي أشار لها من تحدث عن موضوع التحرش في الفترة السابقة مثل العوامل النفسية وتناقض المثيرات مع المفاهيم والتفرقة الشديدة بين الرجل والمرأة، اجتمعت مع عامل هام هو انقراض الأخلاق، فقد انعدم الذوق في كل شيء.
لكثرة نشاطي واحتكاكي بالكثيرين علمت أن مباديء التعامل التي يعتبرها الكثيرون من أساسيات الحياة قد قاربت على الانقراض، فأصبح من الطبيعي أن تتخطى الآخرين في سبيل تحقيق المصلحة، فكل منا يتعرض للتحرش يوميا ليس فقط التحرش الجنسي، فتتعرض له عندما تجد أحدهم "يكسر عليك" وأنت سائق، أو عندما يتخطاك أحدهم في أي طابور.
وما حدث في وسط البلد ليس إلا نتاجا طبيعيا لذلك فكان لا بد أن يحدث يوما ما، ولكنه مؤشرا قويا إلى أن حياتنا في سبيلها إلى الانهيار فهو مجرد بداية لثورة الجياع!!
Comments