إلا الحجاب!!...
أعجبني رسم كاريكاتير رأيته بالصدفة على إحدى صفحات جريدة الأخبار الأسبوع الماضي ويظهر الكاريكاتير رجلا مقيدا بالكثير من السلاسل التي تنتهي إلى كرات حديدية ضخمة مكتوب عليها: الفقر، البطالة، الرأسمالية..... وغيرها
عمة الرجل على هيئة قبة البرلمان تسقط من فوق رأسه وهو يصرخ بشدة :" إلا الحجااااب!!"
قاطعني الكثير من أصحابي بسبب أرائي المتعلقة بأمور الدين والتي تتعارض مع بعض ما يظنونه لذلك فقد قطعت عهدا على نفسي ألا أتحدث في تلك الأمور مطلقا فالدين أحد أكثر الأمور خصوصية في حياة الإنسان ليس من حق أحد التدخل به.
ولكن أحد الأشياء التي يتفنن الشعب المصري في عدم فهمها هي احترام الرأي الآخر حتى وإن كان مخطئا، لم يحترم أحد رأي فاروق حسني حول الحجاب، وبالرغم من أنه وزير لدولة إسلامية تتمسك شريعتها بالحجاب كفرض إسلامي إلا أن له مطلق الحق في التعبير عن آراؤه المعارضة للدولة سواء في الدين أو السياسة أو غيرها طالما كان ذلك خارج نطاق وظيفته كوزير لتلك الدولة.
ولكن الناس نسيت على ما يبدو أنه لم يعاقب على أخطاؤه لذلك فمن حقه أن يعتقد أنه من الممكن أن يخطيء في حق شعب كامل، فلماذا يلومه الناس على نعتهم "المتخلفين" وهم ذاتهم الذين لم "يقوموا الدنيا ويقعدوها" عندما تسبب سواء بصورة مياشرة أو غير ذلك في احتراق ضحايا بني سويف وغيرها من القضايا "اللي بتعدي"..
ولماذا يلاحق الناس هذا الوزير على هذه الكلمة ولا يلاحقون أي وزير عندما يغلق الطريق في وجوههم بكل بساطة لكي ينعم بالشارع له بمفرده، أو عندما تضع الحكومة أغلبية سكان البلاد تحت خط الفقر، وغير ذلك مما قد يكون ضد الحكومة "وكتمينه في قلبهم وساكتين".
وبالرغم من معارضتي الشديدة لأسلوب سعادة الوزير، إلا أن أسلوب الرد عليه كان مستفزا، فعلى النطاق الشخصي لاطاما نظر إلي الكثيرون على أنني مقصرة، فقد قالت لي فتاة محجبة من قبل أنني مقصرة في حق الإسلام، ولكن إن كان من حقها أن تصفني بالتقصير فكذلك من حقي وصفها بالتطرف!!
وباتباع تلك الطريقة لن نستطيع التخلص من المشكلة بل سوف "نقضيها شتيمة في شتيمة"!!!
متى يقف هذا الشعب عن الشتيمة ويبدأ في التغيير؟؟ متى يحترم هذا الشعب رأي الآخر؟ متى يستوعب ضيقي الأفق من الناس أنه إن كان البوذي بالنسبة لك كافر فأنت كذلك بالنسبة له!!؟؟؟
Comments