رواية.. واحد!

مقهى صغير مزدحم، تعلو به أصوات الحاضرين.. المكان دافيء ومليء بالطلبة.. له طابع خاص ولكن ليس به روح المقهى المصري الودود.. حتى الفاخر منها كان ودودا مرحبا.. لأنه كان مصريا.
لم تكن تتوقع أن تراه هنا.. تركت عالمها وجاءت إلى هنا كي لا تراه، فإذا به يلحقها.. استغرب أحد أصدقاؤها من موقفها؛ فقد كانت دائما مرحة.. اليوم تجلس هادئة كأنها تريد أن تختفي وسط من حولها وسط زحام المقهى.. اختلطت مشاعرها فلم تستطيع أن تتحدث لأحد منهم.. كانت تكتفي بكلمة واحدة لتسكت كل من يسألها شيئا.. الحديث كان فوق طاقتها.. لم تكن تريده أن يراها. ليس هنا.. لا تريده أن يعلم بوجودها هنا.. في هذا المقهى الذي تقضي به معظم أوقاتها.
مشت إلى المنزل كمن يمشي في نومه، قدماها تعرف الطريق وتسير وحدها.. فعقلها مشغول بأفكار توالت إليه كالفيضان.. فرؤيته طرحت أسئلة عديدة.. لمذا أتى إلى هنا؟ هل يعرف أنها هنا؟ هل كان يبحث عنها؟ أم أنها صدفة؟ ولماذا يبحث عنها؟ هل لديه ما يقوله؟ ما الذي يمكن قوله بعد ما حدث؟ الكلمات لا تجدي الآن.. صورته اليوم ظبعت في ذهنها كما كانت دائما مطبوعة.. لقد تعلمت منه الكثير ولكن أهم ما تعلمته أن الهروب من المكان لا يجدي لأنه ظل دائما في عقلها.. صورته لا توال في ذهنها.. وقد عادت إليها الكثير من الصور الأخرى.. تذكرت الكثير في الوقت الذي كانت بدأت فيه بالنسيان..

***

Comments

Podcast

Mail Chimp embedded form

Subscribe to our mailing list

* indicates required

Popular Posts