كل ما يجب أن تعرفينه عن سرطان الرحم (سرطان بطانة الرحم)

سرطان الرحم
Designed By Freepik


برعاية: مركز ماجده لصحة المرأة – مدينة الشيخ زايد  - د. ماجدة حلمي

عندما بدأت العمل على إعادة تصميم مدونتي أردت أن تقتصر بشكل أو بآخر على ما يهم السيدات بشكل عام في مجتمعنا، وعلى الرغم من أن الحديث عن أدوات التجميل والمكياچ والسفر والأعمال اليدوية هي من اهتماماتي المفضلة، إلا أن وجود منصة تسمح لي بنشر المعرفة عما يهم المرأة بشكل عام دفعني لكتابة هذه السلسلة عن واحد من أخطر الأمراض التي قد تواجه السيدات وهو مرض السرطان. منذ أن بدأت كتابة هذه السلسلة وأنا ألاقى ردود أفعال طيبة، ليس بالضرورة من هؤلاء الذين عانوا منه ولا من كان فرد من أسرته يعاني من هذا المرض، بل أيضا من السيدات والفتيات اللاتي لم يكن يدركن مدى خطورته وأنهن قد يكن معرضات له دون أن تعرفن.
في التدوينات السابقة كتبت ألقيت نظرة عامة على السرطان، ثم تناولت سرطان الثدي، واليوم سأتناول الأورام السرطانية بالرحم، ويجب عند الحديث عن الرحم معرفة أن الرحم مكون من جزأين الأول هو عنق الرحم والثاني هو جسم الرحم وهو عبارة عن عضلة تشبه عضلة القلب وهي محاطة من الداخل بغشاء يسمى "البطانة"، وكلهم - عنق الرحم والرحم والبطانة- معرضين لأنواع من الأورام السرطانية، وتزداد معدلات الإصابة بهذا النوع من الأورام بعد سن الأربعين، إلا أنها قد تصيب أي امرأة بالغة.
بالنسبة لأورام عنق الرحم بشكل عام فسأقوم بتناولها في مدونة منفصلة وذلك لكثرة أنواعها ومنها السرطاني وغير السرطاني كما أنها مرتبطة بالعديد من الأمراض الحديثة. ولكن سنركز اليوم على الأورام التي تصيب بطانة الرحم نفسه.


الأورام السرطانية ببطانة الرحم:
وتقول د. ماجده حلمي في كتاب شباب دائم وعظام بدون هشاشة - مشاكل الصحة بعد الخمسين، المتاح للقراءة والتحميل مجانا هنا أن أعراض سرطان بطانة الرحم تشمل نزيفاً بين فترات الدورة الشهرية، ونزيفاً شديداً أثناء فترة الدورة الشهرية، أو أي نزيف بعد انقطاع الطمث، والذي يسببه نمو غير منتظم للخلايا المبطنة للرحم والتي قد تتحول فيما بعد لسرطان. ويختلف سرطان بطانة الرحم أو سرطان الرحم عن سرطان المبايض وسرطان عنق الرحم وسرطان الحوض، وعلى الرغم من ترابط تلك الأجزاء في جسد المرأة إلا أن لكل منهم نوع معين من الأورام وطرق مختلفة وإن كانت متقاربة في التشخيص والعلاج.
وتسرد د. ماجده حلمي في كتابها العوامل المساعدة علي حدوث سرطان بطانة الرحم لدي السيدات المعرضات له وهي:
1. زيادة مستوى هرمون الاستروجين وذلك بتناول هرمونات الاستروجين الصناعية في علاج أعراض سن انقطاع الطمث.
فهناك الكثير من السيدات اللاتي يلجأن لتناول هرمون الاستروجين أثناء سن انقطاع الطمث في محاولة لمحاربة بعض الاعراض المصاحبة له مثل خفض معدلات هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن الدراسات أثبتت أن تناول الهرمون قد يرفع من معدل الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
2. مرض السكر.
3. السمنة.
4. ارتفاع ضغط الدم.
5. بدء الدورة الشهرية مبكراً وتأخر سن انقطاع الطمث.
6. السيدات اللاتي لا يحملن على الإطلاق واللاتي يصبن بالعقم لأي سبب و لا تستطعن الحمل.
7. السيدات اللاتي أصبن من قبل بأورام ليفية بالرحم.
8. تعدد الحويصلات في المبيضين.
9. أنيميا نتيجة استمرار حدوث نزيف رحمي.
ومثله مثل كافة أنواع السرطان فإن الكشف المبكر عن الأورام السرطانية التي تصيب بطانة الرحم من شأنه خفض نسبة انتشار تلك الأورام ورفع معدلات القدرة على التخلص منها تماما، وبشكل عام فإن الفحص الدوري عن الأورام السرطانية لهؤلاء الأكثر تعرضا له هو واحد من الأسباب المهمة في القدرة على اكتشاف الورم والتخلص منه مبكرا. كما أن معظم السيدات اللاتي واجهن مشكلات مثل التي ذكرناها من قبل وهي النزيف الشديد أثناء الدورة أو النزيف المتقطع بين الدورات الشهرية، وذهبن لزيارة الطبيب فإنهن غالبا ما يعلمن أنهن معرضات لهذا النوع من الأورام ومن ثم يقمن بالفحص الدوري. وهناك أيضا مجموعة من الطرق الأخرى للكشف المبكر موجودة في الكتاب سابق الذكر وهي:
1. الفحص المهبلي لفحص الرحم من حيث الحجم والشكل وفحص الأعضاء المجاورة.
2. أخذ عينة من الغشاء المبطن لجدار الرحم وفحصه معملياً، ويمكن اخذها بعياده الطبيب بدون تخدير ولكنها لا تحمل نتائج جيده وفي حين وجودها سلبيه يفضل اجراءها بالمستشفى.
3. إجراء عملية توسيع لعنق الرحم بالمستشفى وأخذ عينة من الغشاء المبطن لجدار الرحم وفحصه معملياً.
4. عمل أشعة مقطعية.
وقد يكون علاج سرطان بطانة الرحم مشابه جدا لعلاج الأورام السرطانية بالثدي، فهو أيضا يعتمد على إجراء عملية لاستئصال الرحم وقنوات فالوب والمبيضين والغدد اللمفاوية المجاورة، والسبب في ذلك هو أن تلك الغدد هي الغدد التي تحمل الخلايا السرطانية ومن شأنها تعريضه للانتشار في باق الجسم وبالتالي يصبح التعامل معه أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى الدخول في مراحل متقدمة من المرض. وقد يتبع عملية الاستئصال علاجاً كيميائياً أو علاجاً بالأشعة حسب رؤية الطبيب وحسب حجم وسرعة انتشار الورم ونوعه.

إن التدخل الجراحي لعلاج أورام بطانة الرحم قد يكون به آثار جانبية متعددة على المرأة، ومن ضمنها الآثار النفسية المصاحبة لفقد جزء مهم من أعضائها، خاصة وإن لم تكن تلك السيدة قد تخطت سن انقطاع الطمث وما يعنيه ذلك من فقدها القدرة على الإنجاب. علاوة على الأعباء المادية والمعنوية التي يجب على المرأة التعامل معها عند التعامل مع هذا النوع من الأورام السرطانية. ولعل انخفاض احتمالية نمو هذا النوع من الأورام قبل سن انقطاع الطمث قد يعكس سهولة الكشف عنها ومعالجتها مبكرا، إلا أن ذلك لا يخفض من خطورته وضرورة مساندة المرأة معنويا ونفسيا أثناء مواجهة هذا المرض.
سرطان الرحم
Designed by Freepik

Comments

Podcast

Mail Chimp embedded form

Subscribe to our mailing list

* indicates required

Popular Posts