شوية خواطر كده بمناسبة خدعة “البلاك فرايداي” الكبرى!
أولا وقبل كل شيء، اللي حابب يعرف يعني إيه أصلا Black Friday في فقرة في آخر البوست عن تاريخ اليوم ده وأصوله.
عندي بقا شوية انطباعات عن اليوم ده هنا في مصر:
-في ظل أسعار ما بعد التعويم والأزمة الاقتصادية الطاحنة اللي بتعاني منها مصر والأزمات الاقتصادية الشخصية اللي بيعاني منها الأفراد ومحافظهم ومرتباتهم، ومع الأخذ في الاعتبار إن احنا دولة مستهلكة وغير منتجة من الدرجة الأولى. من الغريب جدا بالنسبة لي إن الطريق من وإلى المول يكون زحمة بالشكل ده، ويكون موقف العربيات المصمم عشان يستحمل مئات العربيات معبأ لآخره. والأغرب إن معظم العربيات دي مصنوعة في خلال السنين العشرة اللي فاتت.
-أنا مدركة مليون المائة إن أكتوبر والتجمع والأماكن اللي فيها مولات من النوعية دي فيها كمان الأقلية اللي عندهم فلوس أصلا في البلد، لكن اللي شفتهم في المول ناس من مستويات مختلفة، شباب وعائلات من ”الطبقة المتوسطة“ أو اتنين لسه متجوزين جديد، شايلين أكياس أكتر منهم. إزاي عندهم القدرة الشرائية دي؟ أو الاهتمام ده بالتسوق؟
-في ناس كتيره كانت بتقول إن الناس رايحة تتفرج والشراء مش كتير، لكن في الحقيقة معظم الناس معاها أكياس والمحلات فيها طوابير على القياس والكاشير.
-٩٠٪ -إن لم يكن أكتر- من البضاعة المتاحة في المحلات مستوردة. ليه؟ ليه المصريين عندهم قدرة يشتروا حاجة مستوردة، ومعندهمش القدرة على صناعتها محليا؟ وخصوصا الهدوم والجزم. يمكن في الأجهزة المنزلية والكهربائية في نماذج كتيرة للتجميع المحلي ناجحة. لكن الملابس والأحذية والاكسسوار معظمها مستورد، وللأسف حتى المصنوع محليا أسعاره أكتر كتير من قيمته أو جودته. طيب ليه؟ طمع؟ كسل؟ الله أعلم.
-الخدعة الكبرى بقا، خدعة التخفيضات. اللي حاصل بالظبط إن السلع اللي نازل عليها تخفيضات، هي أصلاً نازل عليها تخفيضات من قبل اليوم ده، أو سعرها ارتفع وبعدين اتحط عليها خصم. مثال على ذلك، بنطلون سعره الأصلي قبل يوم الجمعة ٦٠٠ جنيه، يوم الجمعة فجأة أصبح سعره الأصلى ٩٠٠ جنيه ومخفض إلى ٦٠٠!! السوق معظمه كده النهاردة، وإن كان هناك تخفيضات حقيقية فهي لا تتعدى مائة جنيه، وكلها من هامش ربح أصلا مبالغ فيه للتجار. يعني أصلا سعر ٩٠٠ جنيه لبنطلون ده سعر مبالغ فيه جداً وهامش الربح فيه مش أقل من ١٠٠٠٪.
-هل معنى كده إن اليوم ده يوم وحش ولازم نقاطعه ولا نشتريش. لأ أبزولوتلي هو يوم ظريف جدا. بس زيه زي أي يوم تاني، الأسعار مش مخفضة ولا حاجة بس هو أزحم شوية والناس مش طايقة نفسها، بس ربنا مع اللي شغالين في المحلات والمولات دي هو بالنسبة لهم أكيد يوم صعب.
طيب إزاي بقا التجار بيقدروا ينزلوا العروض دي من غير ما يخسروا؟
خلينا نتفق على إن ديناميكيات السوق الأمريكي اللي بدأت الفكرة دي فيه، والقدرة الشرائية فيه مختلفة تماما عن مصر. عشان كده التجار في مصر بيلجأوا للحيل.
لكن في الأسواق الكبيرة زي أمريكا واوروبا الفكرة في إن كل محل بيكون عنده عدد كبير من المنتجات المتخزنة محتاجين يبيعوها قبل نهاية السنة، لو الطرق التقليدية في التسويق مقدرتش تخلص المخزون من غير ما ينزل من سعره الأصلي يقوم التاجر منزل من سعر السلعة عشان تتباع، لكن غالبا ده بيتم فقط على المنتجات القديمة، أما الموديلات الجديدة مبينزلش عليها تخفيض. في الولايات المتحدة ٩٣٪ من المحلات بتنزل الأسعار على إنها تخفيضات على موديلات السنوات الماضية، وفي الحقيقة بتكون نفس سعر السنة اللي قبلها.
على سبيل المثال، تليفزيون موديل عام ٢٠١٣ كان سعره ٢٠٠ دولار، وموديل عام ٢٠١٤ سعره ٢٥٠ دولار. بيتم عرض التليفزيون موديل ٢٠١٣ في يوم العرض في نوفمبر من ٢٠١٤ بسعر ٢٠٠ دولار على إنه متخفض من ٢٥٠ دولار. في الحقيقة المحل منزلش من سعر المنتج لكن عرضه هو هو تاني بنفس سعره القديم بعد مرور سنة وبعد ظهور موديل أحدث. والناس بتشتري.
في الطبيعي، وخصوصا في أسواق زي الولايات المتحدة وانجلترا، بعد العروض دي ما تخلص بتبدأ عروض الكريسماس وبتنزل منتجات جديدة وموديلات السنة الجديدة، وطبيعي إن البضاعة اللي عليها تخفيض هتتخفض كده كده، يعني مش لازم Black Friday.
جريدة الوول ستريت عملت حركة صايعة وقامت قايسة حركة الأسعار قبل وبعد التخفيضات لقت إن تقريبا ١/٥ من المنتجات تم رفع أسعارها بنسبة ما بين ٨٪ و٢٣٪ قبل يوم العرض وتخفيضها للسعر الأصلي يوم العرض. غير كده في منتجات بيتم صناعتها مخصوص لليوم ده بجودة أقل عشان يعملوا بيها حركة تسويقية وتصدق فعلا إن في تخفيض، وخصوصا في المنتجات الالكترونية لما تشوف حاجة ماركة معروفة موديل جديد بسعر قليل هتصدق إن التخفيضات الباقية كلها حقيقية.
قراءة في تاريخ ”الجمعة السوداء“
هو الاسم اللي بيتقال على الجمعة اللي بعد يوم ”تقديم الشكر“ أو Thanksgiving وهو عيد أمريكي يحتفل بالحصاد. وبما إنه بيجي في نهاية شهر نوفمبر ومع اقتراب موسم الأعياد أو عيد الميلاد المجيد ”كريسماس“ ده معناه إن الناس بتبدأ التسوق عشان الهدايا بتاعة عيد الميلاد وبالتالي المحلات بتبدأ تفتح بدري اليوم ده وتنزل عروض عشان تجذب المتسوقين اللي عايزين يجيبوا هدايا لأصحابهم وقرايبهم.
ليه اليوم اسمه كده؟ مش عشان يوم اسود. الاسم جه بالصدفة لأن اليوم اللي بعد عيد الحصاد بسبب الزيارات والخروج والأنشطة عادة بسبب المرور والزحمة بيتسبب في أضرار كتير، ومع الوقت بدأت الناس تستخدمه لوصف يوم العروض، ومع الوقت بدأ يوصف اليوم اللي المحلات فيه بتتنقل من المنطقة الحمراء أو منطقة الخطر في تحقيق أهداف المبيعات قبل نهاية العام، للمنطقة السوداء أو منطقة الأمان وبكده يكونوا حققوا هدف المبيعات.
Comments